جلال عبد عطيه، المعروف في الأوساط الفنية باسم جلال الشطري، وُلد في عام 1987 في مدينة ذي قار، التي تُعتبر واحدة من أبرز المدن الفنية في العراق مدينة الشعر والادب والموسيقى والغناء. أظهر جلال شغفاً كبيراً بالموسيقى، حيث انجذب إلى عالم النغمات والألحان، وخصوصاً الآلات الموسيقية النفخية الخشبية.
بدأ رحلته الموسيقية بدراسة الفنون الموسيقية، وحصل على دبلوم في هذا المجال، مع تخصص دقيق في عزف الناي. لم يكن جلال مجرد عازف عادي، بل تميز بقدرته الفريدة على تحويل الألحان إلى تجارب روحية تعكس عمق ثقافته وثراء تراثه.
سعى جلال دائماً إلى تطوير مهاراته وصقل مواهبه، مما دفعه للسفر إلى مصر، حيث تتلمذ على يد الصانع العالمي الشهير ياسر الشافعي. هناك، اكتسب جلال الكثير من التقنيات المتقدمة والمهارات الحرفية التي ساعدته على تحسين جودة الآلات التي يصنعها، وجعلها محط إعجاب الموسيقيين المحترفين.
لقد شارك جلال في العديد من المهرجانات والفعاليات الموسيقية . ومن بين أبرز مشاركاته، كان حضوره الدائم في مهرجان صناعة الآلات الموسيقية في العراق، الذي تنظمه بيت العود العراقي. هذا المهرجان يُعتبر منصة هامة لتبادل الخبرات وعرض أحدث الابتكارات في مجال صناعة الآلات الموسيقية.
يتميز جلال بقدرته على صناعة مجموعة واسعة من الآلات الموسيقية النفخية الخشبية، بما في ذلك الناي والكولة، حيث تعتبر آلاته الموسيقية من بين الأكثر طلبًا من قبل المحترفين في العراق والعديد من الدول العربية والأجنبية.
بالإضافة إلى موهبته في العزف والصناعة، يُعتبر جلال معلمًا متميزًا في مجال الموسيقى. لقد قام بتدريس العديد من الطلاب، سواء في عزف الناي أو في فنون صناعة الآلات الموسيقية. استفاد العديد من صناع الناي من توجيهاته ونصائحه، مما ساعدهم على تحسين مهاراتهم وتطوير قدراتهم الحرفية. إن إسهامات جلال عبد عطيه في عالم الموسيقى لم تقتصر على الأداء والصناعة فقط، بل شملت أيضاً نقل المعرفة ونشر الثقافة الموسيقية بين الأجيال الشابة.